مسيحيو إثيوبيا يحتفلون بعيد الغطاس وسط أجواء دينية وثقافية مميزة
548
بدأ المسيحيون في إثيوبيا، الاحتفال بعيد الغطاس، أو “طِمقَت” حسب التسمية المحلية، والذي بوافق الـ19 يناير من كل عام بمشاركة واسعة من رجال الدين وأتباع الكنائس والسياح الأجانب، وخاصة الأرثوذكس منهم.
يُعتبر عيد الغطاس مهرجانًا دينيًا وثقافيًا مهمًا لدى المسيحيين الأرثوذكس في إثيوبيا، حيث يُحيون ذكرى معمودية السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان في نهر الأردن.
ويتميز المهرجان بالطقوس الدينية العميقة والتقاليد الاجتماعية الفريدة، ما يجعله مناسبة خاصة تستقطب أتباع الكنائس الأرثوذكسية بالإضافة إلى السياح الأجانب.
خلال احتفالات “طِمقَت”، تتزين إثيوبيا بألوان زاهية من الملابس التقليدية المصنوعة من قطن أبيض ناصع، تُطعم بتطريزات يدوية جميلة، ويتدفق الآلاف إلى الشوارع مرتدين أجمل ملابسهم، حاملين مظلات ملونة ومزخرفة، في استعراض احتفالي يعكس جمال وتنوع الثقافة الإثيوبية.
تبدأ الاحتفالات عشية 18 يناير، عندما يرافق الناس تابوت كنيستهم أو أبرشيتهم إلى منطقة تُعرف باسم “طمقت بحر”، والتي قد تكون بركة أو نهرًا أو خزانًا اصطناعيًا، يُمضي المحتفلون الليل في الصلوات والترانيم حول هذه المياه.
وفي صباح 19 يناير، وهو اليوم الرئيسي للمهرجان، تبدأ الطقوس باكرًا بمشاركة مئات الآلاف في صلوات ما قبل شروق الشمس، تتخلل الاحتفالات رش الماء المقدس على المصلين كرمز للتطهير والتبارك.
مع حلول الظهيرة، تبدأ مسيرة العودة، حيث تتم إعادة التوابيت إلى الكنائس في مواكب مبهجة تتخللها الأغاني والأناشيد التقليدية والتراتيل الدينية.
تم تسجيل عيد الغطاس “طمقت” لدى منظمة اليونسكو عام 2019 كتراث ثقافي غير مادي للإنسانية، مما يعكس أهميته الكبيرة على الصعيدين الديني والثقافي.
وتسعى إثيوبيا للاستفادة من هذه المناسبة للترويج السياحي، حيث تضيف طابعًا سياحيًا إلى الكرنفالات الدينية، ما يساهم في دعم الاقتصاد المحلي.