Fana: At a Speed of Life!

إثيوبيا ارض الإبتسامات المشرقة

بقلم / د. طارق عبد النبي محمد علي

كتعدد شعوبها وقبائلها وثقافاتها تتعدد إبتساماتها .إثيوبيا هى أرض الإبتسامات المتعددة فهى بلا شك تأخذ تلك الإبتسامات أشكالا متنوعة وجميلة وساحرة.لأن الإبتسامة هى سر التقارب و التعارف بين البشر مهما إختلفت بلدانهم بل هى من أسرع الطرق للوصول الى قلوب الأخرين.

أشار القران الكريم فى الأية (19) من سورة النمل الى التبسم عندما دار الحوار المشهور بين سيدنا سليمان ونملة قال تعالى ( فتبسم ضاحكا من قولها ) وهذه إشارة صريحة تؤكد أن الأنبياء عليهم السلام كانوا يستخدمون الإبتسامة أثناء حوارهم حتى مع الحشرات .

ورسولنا الكريم قال فى حديثه المشهور ( تبسمك فى وجه أخيك صدقة ) .الأثيوبيون يستخدمون الإبتسامة خارج حدود بلدهم وذلك عندما تستقبلك مضيفات الخطوط الجوية الإثيوبية بابتسامة ثلاثية الأبعاد ويودعنك بنفس الإبتسامة عند سلم الطائرة بمجرد وصولك مطار بولى الدولى. ثم تتبعها إبتسامة الأدب والأحترام مصحوبة بانحناءة لطيفة من ضباط الجوازات بمطار بولى الدولى مؤكدة على ترحيبهم بمقدمك الى زيارة بلادهم .

وبمجرد خروجك من المطار متجها صوب قلب مدينة أديس أبابا وعلى جانبى الطريق تحييك الورود والزهور الزاهية الألوان بابتسامة متفتحة فريدة من نوعها تغسل عنك متاعب السفر وتجدد فيك الأمل فى هذه الحياة .

تزدان أديس أبابا  بالعديد من مقاهى القهوة الحبشية المصنفة الأولى عالميا من حيث الطعم والذوق وما أن ترتاد أحد هذه المقاهى إلّا وتستقبلك صاحبة المقهى بابتسامة ملؤها البشاشة واللطف لتناول فنجان القهوة الأصلى ولكى تكون أحد زبائنها الدائمين .

أنتقل بكم بعد ذلك الى إبتسامة السلام والمحبة بين سائر الشعوب والقبائل الإثيوبية وذلك عند التهنئة والمصافحة فى الأعياد خاصة الدينية لدى المسلمين والمسيحيين مؤكدة على التعايش السلمى بينهما. ومازلنا نتنقل من إبتسامة الى أخرى حاملين معنا الفأل الحسن والخير العميم فتجود علينا الأمطار بابتسامتها المعطاءة المدرارة والتى تهطل بلا وعد ولارعد مبشرة بالانتاج الوفير والامن الغذائى.

وأما الإبتسامة السابعة لن تجدها إلا إذا زرت أحد المطاعم الشعبية التى تقدم الوجبات التقليدية معبرة عن ثقافة هذا الشعب مثل الانجيرا والشيرو وغيرها فالعاملون والعاملات فى هذه المطاعم والكافتريات يستقبلونك بابتسامة طابعها البساطة والدعوة لتذوق الوجبات الشعبية الأثيوبية.

ونواصل فى عرض الأبتسامات المتعددة لهذا الشعب ومن على خشبة مسرح حبشة ألفين تخصك راقصة الفنون الشعبية بابتسامة فلاش باك مضيئة تجذبك لاحدى رقصات القوميات الأثيوبية والتى يصعب على غير الأثيوبيين أداءها. فالمسرح يمثل لوحة معبرة لانصهار وتمازج كل القوميات تأكيدا على وحدة هذا الشعب العريق .

وأن إبتسامة المزارع فى الريف الإثيوبى لحظة هطول الأمطار مستبشرا بموسم زراعى ناجح يكفيه ذاتيا ومصدرا مافاض عنه للأسواق العالمية .وتأتى الأبتسامة قبل الأخيرة وهى إبتسامة النصر لدى العدائيين والعداءات عندما يحطمون الأرقام القياسية العالمية كأغلى هدية يقدمونها لشعبهم، رافعين علم بلادهم فى المحافل الدولية.

وأختم هذه الإبتسامات بابتسامة الوعد والأمل ووحدة الهدف التى ترتسم على محيا أبناء هذا الشعب والذى يخطو بثبات نحو المستقبل المشرق.

 

 

You might also like

Leave A Reply

Your email address will not be published.