Fana: At a Speed of Life!

مصر تلوح بالخيار العسكري والسودان يميل لخيار التدويل مما يدل على عدم اتفاق مصر والسودان على الخطوة التالية.

فانا- أديس أبابا
19 أبريل 2021
في مقال للكاتب الإثيوبي منير آدم في موقع نيلوتيك بوست بتاريخ 16 أبريل 2021
ذكر الكاتب أن اجتماع كينشاسا أوما أطلقت عليه الإعلام العربي “لقاء الفرصة الاخيرة”
لم يصمد طويلاً، وتصاعدت نبرة الإتهامات المتبادلة بين معسكرين: مصر والسودان من جهة، وإثيوبيا من جهة أخرى.
وأضاف أن “حالة الإنقسامات والتنافر بين المعسكرين اشتدت عندما طرح مقترح الوساطة الرباعية الدولية للنقاش، وطلب تأجيل تعبئة السد،وسعت الكونغو جاهدة التوفيق بين المعسكرين لكن دون جدوى.
تنسيق المواقف بين السودان و مصر:
نجحت مصر في إعادة صياغة منظومة علاقاتها مع السودان، وشهدت العلاقات بينهما قفزة نوعية، عكسه تبادل زيارات رسمية على أعلى المستويات، لتنسيق مواقف مناهضة تجاه إثيوبيا، سياسياً وإعلامياً، وتعزز ذلك بإجراء مناورات عسكرية مشتركة.
وهذا التقارب المصري إنما هو ذر الرماد في عيون الخرطوم لعدم اثارة ملف الخلاف الحدودي المسكوت عليه في مثلث “حلايب وشلاتين”.
ورأينا كيف أن مصر تتبنى موقفاً ومقترحات، وتعلن الخرطوم تأييدها بلا تردد، وأصبح ذلك واضحا في اجتماع كينشاسا.
ومع نجاح مصر في إعادة السودان إلى صفها، هناك شعور لدى القاهرة بقدرتها على تطويق إثيوبيا لأنها ضمنت اصطفاف السودان الى جانبها ، ومحاصرة اثيوبيا من كل زاوية وتأليب الرأي العام العربي ضدها.
حملات إعلامية لشيطنة إثيوبيا:
وتعتمد الإستراتيجية المصرية -السودانية في التعامل مع ملف السد على ثلاثة محاورهي: الدبلوماسية ، الضغط والتهديد.
ومع عدم نجاح الإعتماد على الدبلوماسية لجأت مصر للضغط والتهديد، لإخضاع إثيوبيا لانتزاع تنازلات.
عملت مصر على استغلال الإعلام العربي لشن حملات إعلامية لشيطنة إثيوبيا بوصفها ” بالتعنت، و المراوغة، والمماطلة، والمتنصلة” و لرسم صورة سلبية عن إثيوبيا لدى المحيط العربي
التلويح بالخيار العسكري:
استبقت مصر والسودان انتهاء اجتماعات كينشاسا، وأعلنتا تحميل إثيوبيا مسؤولية انهيار الجولة، ثم انطلقت الدعوات المصرية للحل العسكري، واللجوء لمجلس الأمن من قبل السودان.
وهي تلويحات ووعود يُطلقها النخب والساسة، ولا يستطيعون الوفاء بها، وتُعَدُّ هذه الحقيقة إحدى البديهيات في “عالم سياسة الغموض”، ومصر دأبت على قرع طبول الحرب منذ قدم تجاه اثيوبيا.
وعلى النقيض من مصر تتجنب الخرطوم الحديث عن الخيار العسكري في التعامل مع ملف الأزمة، وتفضل التدويل باللجوء لمجلس الأمن، مما يشير إلى وجود اختلاف بين الطرفين في الخطوات التالية في الأيام المقبلة تحت بند ” كل الخيارات مفتوحة”.
واستوعبت إثيوبيا رسالة المناورات العسكرية بين مصر والسودان مؤخراً، وأكدت استعدادها لكل الإحتمالات دفاعاً عن السد وعدم الرجوع من التعبئة مهما كلف الثمن. وأكدت أن لغة التهديد والتخويف لن تثنيها.
مصر تلوح بالخيار العسكري، والسودان يميل لخيار التدويل، مما يدل على عدم اتفاق مصر والسودان على الخطوة التالية
على أن القوى الكبرى قد لا تظل مكتوفة الأيدي، ولن تسمح للدول الثلاث الدخول في حرب مفتوحة، لما لها من تأثيرات اقتصادية وإنسانية باهظة وعدم استقرار على المنطقة بأسرها، وبالتالي على مصالح القوى الدولية.
بين التدويل والتعاون الإقليمي:
أما سيناريو اللجوء لمجلس الأمن مجددا، فقد لا يكون مجديا، سيما وأن الإتحاد الإفريقي مازال وسيطا ولم يعلن فشله. كما أن هناك تلويح من بكين وموسكو باستخدام الفيتو لمنع صدور أي قرار ضد إثيوبيا.
وسبق وأن عرض ملف السد على المجلس مرتين أحدهما في محاولة لاستسصدار قرار قد يشفي على الأقل غليل القاهرة والخرطوم لكن كل تلك المحاولة باءت بالفشل.
فكل الخيارات التي تتوعد بها مصر والسودان، قد يكون تنفيذها على أرضد الواقع صعبا. لذا فالسيناريو الأقرب والأمثل هو التعاون، لتجاوز حالة التصعيد ومشاركة كل من مصر والسودان في تنمية الموارد المائية في هضبة الحبشة بدعم جهود التشجير لمحاربة التصحر وانجراف التربة، وغير ذلك من مشاريع تنمية الموارد المائية، لأنه ببساطة إذا أمطرت الهضبة ارتوت القاهرة
وآخر المستجدات بشأن سد النهضة كان تصريحا من رئيس الوزراء آبي أحمد قال فيه:
أن إثيوبيا في تطويرها لنهر آباي لتلبية احتياجاتها ، وأن ليس لديها أي نية لإلحاق الضرر بدول حوض النيل، والتعبئة الثانية للسد ستتم خلال موسم الأمطار في يوليو، مما يضمن الفوائد في الحد من الفيضانات في السودان.
وأوضح أيضا، أن الأمطار الغزيرة العام الماضي مكّنت من نجاح ملء السد لأول مرة في حين أن وجود السد نفسه حال دون حدوث فيضانات عارمة في السودان المجاور العام الماضي.
ومن جانبه صرح وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي، الدكتور سلشي بقلي، إن سد النهضة يزيل مخاطر الفيضانات في السودان مثل تلك التي حدثت في الموسم الماضي ، موضحاً أنه يوفر خسائر المياه في السهول الفيضية، وليس مصدر قلق للضرر.
بالإضافة إلى صفحتنا على “فيسبوك” للحصول على أحدث المعلومات يمكنكم متابعتنا من خلال زيارة موقعنا “fanabc.com” وكذلك على أحدث التغريدات في صفحتنا على تويتر https://twitter.com/fanatelevision.
والإشتراك أيضا في قناة اليوتيوب ” عربي “fbc https://www.youtube.com/c/fanabroadcastingcorporate/ لمشاهدة مقاطع الفيديو الحصرية.
نشكركم على متابعتكم الدائمة لمؤسسة فانا الإعلامية
You might also like

Leave A Reply

Your email address will not be published.